الهند بلد الحريات الدينية
يمنات
حسن الدولة
لم أجد بلدا من بلدان العالم ينطبق عليه قول الشيخ الأكبر محي الدين بن العربي (عقد الخلائق في الإله عقائدا /وانا اعتقدت جميع ما اعتقدو) سوى هذه البلد الطيبة الهند التي يتعايش فيها مئات الديانات بما فيها ديانات الديانات الموزعة بين كل بني آدم في هذا الكوكب الصغير.
أكتب هذا من مطار الهند و أنا اودع بلد الحريات الدينية العظيم الذي استطاع ان ينافس دول العالم المتقدم في كل الصناعات الذي يمتلك العلماء حتى ان واحدا من بين اكبر علماء العالم في كل فرع من فروع العلم؛ وحقيقة فان العقول لا تظهر إلا في مناخ تفوح في ارجائه نسمات الحرية؛ فالعقل الحرية والعقل مناطا المسؤولية والتكليف كما يقول الأصوليون، وكلاهما أثر لتكريم الله للإنسان “ولقد كرمنا بني آدم” الآية. هذا التكريم يجعل للفعل الإنساني قصدا قائما على الاختيار بين عبادة الله عن وعي وإرادة وبين التمرد.
قال تعالى مبيّنا لعباده طريق الرشد من الغي “فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر” الآية. وقال: “وهديناه النجدين” وقال معترضا على نبيه الحزين على إعراض قومه “أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين” الآية. وهو ما يفقد الأعمال “الإسلامية” كالصلاة والزكاة والجهاد كل قيمة عند الله إن لم تكن صادرة عن إرادة واعية حرة مسؤولة تبتغي مرضاة الله. “وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا” الآية
وهنا ينتفي التعارض الظاهري بين الدين والحرية، بل تصبح الحرية كالعقل شرطا للتدين في حد ذاته. والتدين الصحيح يعززهما ويرتقي بهما، فوق مستوى الضرورة، على نحو تكون حرية الإنسان بحسب عبوديته وعلمه، فلا تكليف للعبد ولا مناط له إلا بالعقل فالعقل مناط التكليف كما هي الحرية سواء بسواء، فالعقل والحرية صنوان لا يفترقان وهما علة التكليف وجودا وعدما فمتى وجدا وجد التكليف ومتى غابا غاب التكليف.
من حائط الكاتب على الفيسبوك
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.